Sunday, July 14, 2013

مسرحيه

مشهد أول ..

طالما كان ف خيالى صوره العصفور المحبوس ف قفص وبيضرب ويكسر جناحاته عشان يخرج .. وف الاخر القفص بيتفتح فعلا لكن بعد ما بيكون كسر وشوه كل جناحاته .. ومبقاش ينفع يطير

طالما كانت الدنيا كده .. الكائنات فى طور برائتها الاولى جميله ، بل رائعه الجمال ..  ممتلئه قدسيه وشفافه لكن لا تعدم حد يقوللها لازم تبقى اقبح واقسى عشان تقدرى تعيشى العالم القبيح دا .. ف اذا هيا متشوهتش بالممارسه بيشوهها هوا عن قصد و المبرر حمايتها
زى مصل اللقاح النشط .. اتعب شويه ك تدريب ليك على التعب الاكبر عشان تتعلم تستحمل و تبقى عندك مناعه
عشان جلدك يتخن
لكن محدش فكر ان الجلد التخين ملوش جاذبيه الجلد الرهيف .. و دا اصلا سبب ان محدش بيهاجمه .. مبيبقاش مستهدف لانه بقا قبيح

مشوّه


مشهد ثانى ..

فيلم امريكى بالخلطه التقليديه من نسبه الاكشن والدم .. مع وصفه الاختيارات الصعبه .. 
يا حياتى يا حياتهم .. يا موتى يا موتهم ... الوصول لاسفل نقطه من الانسانيه
الانسانيه الحقيقه على طبيعتها البريه مش الوصف المتحضر المهذب .. لما بيبقا اتنين بشر واقفين قدام بعض على اربع بيصرخوا ويهاجموا بعض بيتنافسوا على مناطق السيطره .. ولما بيتفننوا فى استخراج الشراسه والبريّه من جوا الابطال .. وعلى قد تعاطفك معاهم على قد تشبعك بمنطق الموت .. منطق الحياه .. لو ماقتلتش هتتقتل .. هتختار ايه .. روحك ولا روحه ؟ 
وابشع افلام مش اللى فيها دم كتير .. لكن اللى فيها لعبه نفسيه عميقه بترعبك لانها مرايه صريحه اكتر من احتمالك مفيهاش غير عمق روحك المشوه .. مش اى حاجه تانيه


المشهد التالت ..

فار .. صغير 
نفسه يهرب وانتا بتسد قدامه كل المخارج 
ملقاش اى حل تانى 
ومع ان دا كان اخر حل عنده .. لكن 

نط ف وشّك


إظلام

ومع اعراض الانسحاب اللى بتعانى منها بتكتشف " اللى كانت دايما عارفاه " ان الادمان مش بس مادى وان مهما حاولتى تقتلى الادمان مش بتقتلى الا نفسك
جزء فا اللى بعده

وان كل شئ معروف زيف زى ما هاجس عقلها كان دايما بيقوللّها

وان مجرد معرفتها بالاشياء  .. غير معرّف

مجرد الامل ممكن يكون خطيه

ولا شئ




Friday, July 5, 2013

السواقين


وبتستغربوا لما بقول بحب السواقين .. حد ممكن يأثر على حياتك بشكل مصيرى ومش بس لما يوصلك لمكان مانتا عاوز او أنه يحافظ على حياتك أو لأ طول الطريق .. دى حاجات أكبر بكتير

مش عارفه أبدأ منين بالظبط ف وصفهم .. لكن يمكن علاقتى بيهم أخدت إتجاه متعمق أكتر لما بقيت ساكنه ف مدينه 6 أكتوبر وبقيت مضطره عشان أوصل لأى مكان حيوى " وسط البلد مثلا " أنى اركب ميكروباس مش أقل من ساعه تقريبا .. ودا بصوره يوميه

ف الاول كان واخدنى اوى احساس انى بقعد جمب الشباك ألاحظ الناس والطريق واسرح ف أفكارى لأطول مده ممكنة ، لكن مع الوقت بقوا السواقين والركاب نفسهم من الحاجات المهمه اللى بلاحظها .. كل سواق ليه مزاج معين ممكن حد يحب يفضل ساكت وحد يحب يتكلم مع الركاب وحد زهقان ومتحفز للمشاكل وحد رايق وحد محبط وحد يحب يسمع قرأن وحد يسمع شعبى وحد يسمع بمزاج عالى و حد يتعامل مع الناس بزوق وحد لأ 

و لما عشت مود متعب من  انى حتى مبقتش قادره اتحمل انى محبوسه ف الطريق ف مكعب من صفيح جمبى 13 راكب تانى ومزنوقين وسط عدد لا متناهى من العربيات لمده ساعه أو أكتر .. بدأت أخد بالى من تفاصيل أكتر
زى مثلا ان انا اللى مش قادره استحمل دا وانا بكرره مرتين يوميا " ذهاب وعوده " و حره اتصرف ف الوقت دا براحتى اقرا اسمع موسيقى اسرح او اى حاجه تانيه .. اومال السواق دا يعمل ايه
واللى حياته محصورة بين كرسى قاعد اكتر من نص يومه عليه ورايح جاى فنفس الطريق و نفس الزحمه والمشاهد ويكاد يكون نفس الكلام ونفس جهه الوصول .. وحتى نفس المشكلات مع الركاب ونفس نوعيات الناس " مهما تعددت لكن بالتكرار بتبقى كلها متشابهه " ممكن ياكل ويشرب وينام ف عربيته " اذا كان سعيد الحظ ويملك العربيه مش بس بيشتغل عليها " ومش ناقص غير يبقى فيها حمام وميحتاجش يخرج منها .. 

مع الوقت ولأنى بطبيعتى بحب اتعرف على الناس أكتر بدأت أتعرف على السواقين .. ممكن احيانا اقعد جمبهم و نتكلم .. ساعات بحس ان مجرد اقامه حوار جميل معاهم بيكون نوع من التقدير منّى لتعبهم طول اليوم
الابتسامه اللى ممكن اهديهالهم وانا بتكلم معاهم .. كلمه بسيطه زى اتفضل أو حضرتك .. والهزار  .. وعدم الخوف منهم وعدم تصنيفهم ضمن فئه أقل منّى أو فئه مش محترمه أو التخوف منهم وتوقع الاسوأ والشر منهم قبل الخير

أعتقد إن لو أسوأ انسان ف الدنيا اتعاملت معاه بطيبه وحب هيبادلك حبك دا بنور من جواه .. ودا طبعا مش معناه انهم هما من الاسوأ .. اطلاقا .. لكن دا معناه ان كان ممكن لما اتكلم مع سواق مثلا ابقا عارفه انه كان ممكن يضايقنى او يتعامل معايا بإسلوب مش كويس لكن بمجرد ما بتكلم معاه بود و بطريقه كويسه وبقدره بيردلى الاسلوب والحب و الطيبه من جواه بتظهر

الفكره انهم بنى ادمين .. وبيحسّوا زى كل الناس .. وبقت حياتهم محصورة بين البنزين والركاب ومشاكلهم و الطريق مفتوح ولا لاء مين بيحمل قبل مين و الاقساط و رزق يوم بيومه وفيه لجنه ولاّ لأ على الطريق واى ظابط يقدر يرخم عليهم .. ومعاد تجديد الرخص والمخالفات والادراج المفتوحه

ومهما تعبوا مش من حقهم فجأه يسيبوا المكروباس ويمشوا ولاّ يغيروا طريقهم كنوع من التجديد

من اللمحات العظيمه  لما تلاقى السواق مبتهج ورايق وبيضحك .. دا كافى تماما انه يظبطلى مود اليوم كلّه  .. "أحلى حاجه انك تلاقى حد يبتسملك الصبح " كلمه واحد جميل ركبت معاه
وطبعا لأنى على الطريق بقالى كتير .. ف بقى فيه علاقه شبه دايمه بينى وبين سواقين من كتر ما بنتقابل وبركب معاهم .. وبقيت اعرف طباعهم مثلا 
وبقا عندى ذكريات كتير اوى لمواقف مع السواقين او جوه المكروباسات عموما من ناس اتعرفت عليها او اتكلمت معاها بصوره عابره .. صحابى اللى بروح معاهم و ذكرياتنا  وكأننا طالعين رحله مش رايحين نركب مكروباس وطالعين بأكل وميه وقاعدين نرغى ونضحك وممكن ننام كمان .. غالبا هما اللى بيناموا بس 

وقد ايه عظيم لما اركب مع سواق مثقف أو ذوقه عالى ف الحاجات اللى بيسمعهالنا مثلا او اسلوب كلامه وطريقه مناقشته الركاب 

ساعتها تكتشف ان السواق دا مش مجرد شخص عابر ف حياتك لكن دا من العناصر المحوريه لكن يمكن مستخبى ورا الستاره .. من انه يوصلك فمعادك وبدرى ولا يتأخر بيك أو يفرحك ولا يقفلّك اليوم من أوله .. وبأمان ولا يعمل بيك حادثه .. وانك مضطر تسلمله قياده عالمك وتثق فيه لمده طريقك لغايه ماتوصل جهه وصولك .. وانه فوق كل دا ممكن يهديك كلمه او فكره حلوه تبنى عليها حاجات كتير اوى ف حياتك عمرك ما كنت تتوقع انها تجيلك من جزء بسيط اوى من حياتك زى انك تنزل من بيتك وتشاور لاول مكروباس يعدى عليك ورايح بالصدفه نفس المكان  اللى انتا رايحه



التحوّل


أنا نفسى أفهم بالظبط ايه بيحصل ف العشرين سنه اللعينه بين الشباب و إن الشخص يكبر ويعتبر مسؤول عن الجيل اللى بعده 

كلمنى عن التحول

هوّا ايه مدى الضريبه اللى مفروض ادفعه فى مقابل تحقيق اسطورتى الشخصيه .. خساره بيت وأهل و عيله واحتماليه رفض دواير صحاب  .. وكسبت حريتى ولا أحد يعتمد عليه لو وقعت ومفيش مكان استخبى فيه و أواجه الدنيا لوحدى بضهر مكشوف .. هل دى فعلا اسطورتى الشخصيه ؟ هل أنا كسبت فعلا

طيب أنا عاوزه أشوف وأفهم فعلا مدى احتماليه عمايا عن الحقيقه و احتماليه الحق معاهم .. مش تعبوا عشانى وطبيعى متوقعين يطمنّوا عليا بس كمردود لحبهم يعنى ؟ .. يطمنوا عليا بمفهومهم  - إنّى اسمع الكلام

هل أنا مفروض فعلا أصبر شويه ؟ هل أصلا من حقى أوجعهم للدرجادى عشان أتبسط أنا ؟

إكتشفت ان كل مشكله بينّا مهما كانت تافهه عمرها ما كانت تافهه .. لكن دوّر ع المرجعيات
وكله شلة خيط كبيره وملعبكه ف بعضها